السبت، 12 فبراير 2011

رداً على المحرمين من شباب السلفيين

الدعوة السلفية وصدى الأحداث

وفضيلة الشيخ الدكتور / محمد إسماعيل

الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على محمد رسوله وعبده وعلى آله وصحبه من بعده

أما بعد ،،،

وإذا ملكت النفوس فابغ رضاها فلها ثورة وفيها مضاء

يسكن الوحش بالوثوب من الأثر فكيف الخلائق العقلاء

كما وقف العالم مذهولاً ووجم التاريخ مبهوراً بالمصريين وهم يسطرون ملحمة العبور في حرب العاشر من رمضان ، فإنهما يقفان اليوم في دهشة وذهول من بطولتهم وهم يحققون عبوراً من نوع آخر ، عبور من صحراء اليأس المقفرة إلى واحة الأمل المشرقة ، وشهد الأسبوعان الأخيران ميلاد عهد جديد وتجاوبت الآفاق بأصداء صرخة مدوية لم تنفجر من قبل بهذه القوة ، صرخة في كلمتين " الشعب يريد " بعد أن بدى النظام طوال ثلاثين عاماً من الذل والقهر والاستعباد والاحتقار والتزوير وكأنه يقول : " لقد اتفقت مع شعبي على كلمة سواء وهي أن يقولوا ما شاءوا وأن أفعل ما أشاء "

أما بعد صرحة " الشعب يريد " فلن تعود مصر هذه المرة إلى سابق عهدها ولن تعيش في جلباب رئيسها بل ستريد الأمة ما تشاء وسيفعل الرئيس ما تشاءه لا ما يشاء

ولن نستعبد بعد اليوم إن شاء الله تعالى

كانت مصر قبل هذه الثورة عملاقاً فصيرها الطغيان قدماً كانت زاخرة بالمواهب فصارت طاردة ومشردة لها في آفاق الأرض ، كانت رائدة فصارت زيلاً ، كانت نفيسة فصارت رخيصة ، وترقى الحال من بيع إلى بيع بلا ثمن ومن مستعمر غاز إلى مستعمر وطني

لقد فاجأنا شباب الإنترنت بهذه الثورة وكانوا طليعتها وتحولت بفضل الله تعالى عبد ذلك إلى ثورة لكل شباب مصر ثم انتهت ثورة لكل مصري وتوحد الجميع في سبيل انتزاع حقه في التحرر من الظلم والقهر والطغيان كما قال شوقي :

إن المصائب يجمعن المصابين

شكراً للشباب ، فقد أهدوا إلى الأمة أثمن هدية ونعتذر للشباب الذين كنا بالأمس القريب لا نقدرهم حق قدرهم فإنهم أجبرونا على أن نؤمن بقدرتهم وصمودهم ورجولتهم

سلاماً شباب النيل في كل موقف على الدهر يجني المجد للنيل والنصر

شباب إذا نامت عيون فإننا بكرنا بكور الطير نستقبل الفجر

شباب لازنا حومة المجد كلنا ومن يرتدي للنصر ينتزع النصر

هذه المحنة علمتنا دروساً كثيرة وفاضت علينا بالمنح

علمتنا أن الله يمهل ولا يهمل ، فسبحان مغير الأحوال ؛ ما بين طرفة عين واتباهتها يغير الله من حال إلى حال

أعاد التاريخ نفسه لتأخذ الأمور وضعها الصحيح ولتستيقظ مصر قلب الأمة الإسلامية النابض ومركز ثقلها وعادت لتسترد مكانتها التي تستحقها بكل جدارة

اكتشفنا هذا الكنز الدفين المتمثل في الشباب بطل المشهد كله

استحضرنا النعم التي من طول ما ألفناها نيسيناها حينما حرمنا نعمة الأمن وحينما هددنا خطر الجوع وتذكرنا قول الله تعالى وامتنانه على قريش بأنه أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف

تلاحم الناس جميعاً وتراحموا بعفوية وطلقائية وشهامة للتصدي للعصابات الإجرامية حتى قال بعضهم " شكراً يا مبارك لأنك جعلتنا نقترب من بعضنا البعض ونحب بعضنا بعضاً "

حين وجد الشباب الفرصة وقفز من الهامش ومن التهميش إلى صلب صفحة الحياة أثبت نفسه ومارس دوره وأحس بشيء فقط كان يسمع عنه ـ شيء يسمى الانتماء ـ

لأول مرة نحس ان البلاد بلادنا واختفت عبارة " بلادهم وهم أحرار فيها "

لم نعد ملكية تورث ولا أشياء تقتنى ولن نستعبد بعد اليوم إن شاء الله تعالى وقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً

في غياب كامل للأمن بكل أنواعه لم يحدث اعتداء واحد لا على الكنائس ولا على أهلها مما يؤكد أن حادث كنيسة القديسين كانت مفتعلة ولأغراض خبيثة

نتعلم من هذا الدرس أهمية الإعلام وأثره السحري وإن كنا نتعجب من الإعلام المتخلف الذي لايزال يمارس أسلوبه المحنظ والذي يخاطبنا بضرورة تغيير الخطاب الديني ويأبى أن يواكب العصر ويتحدث هو أيضاً بخطاب مطور فطوروا خطابكم ولا تجيزوا إحساسنا بالقهر

لا تعاملوا الشباب كأنهم أطفال راكدون في مهد الطفولة فإنهم أثبتوا أنهم الرجال حقاً وبكل جدارة

لا تقولوا لهم إن الجماعة المحظورة هي السبب ولا تقولوا لهم إيران وحسن نصر ، ولا تقولوا لهم ضبطنا عناصر أجنبية منبثة بين الجماهير وهي السبب في كذا وكذا .

هذه المرة أنتم تواجهون فيضاناً جارفاً على أرض الواقع

حتى الشباب الرابط في ميدان التحرير يقولون أن لهذا الشباب أجندة سياسية ولو أخدنا عينة عشوائية من هذا الشباب سنجد قليلاً منهم من يعرف معنى كلمة أجندة .

في هذه الظروف نحن نحتاج إلى أن ننتبه لمحاذير خطيرة :

أول هذه المحاذير : أن ننتبه لمؤامرة الفوضى الخلاقة ، فنحن لا نريد الدوران في دائرة مفرغة تنتهي بما انتهت إليه العراق وغيرها

نحن حقيقة في وارطة ، فرحيل الرئيس يحدث أزمة دستورية لأنه حتى الدستور مفصل على مقاسه ، فإذا رحل فلن يمكن إحداث التغييرات المطلوبة

هناك وجهة نظر أخرى وهي أنه كثيراً ما تتبع الثورات تغيرات شاملة من جديد لكل الدستور .

ومكمن الخطر هنا وهو أن يستثمر خصوم الدعوة الإسلامية وتجار الشنطة الثقافية هذا الأمر لتمرير مواد تخدش هوية مصر الإسلامية لأنه غالباً ما يحاول الانتهازيون سرقة الثورات أو حرفها عن اتجاهها ، أو استغلال جو النبل والتسامي الذي تضفيه الثورة من أجل تمرير مفاهيم خطيرة .

فجو الثورة يضفي نوعاً من النبل والتسامي فمن الخطر الحقيقي أن يستغل هذا الجو في تمرير بعض المفاهيم الخطيرة التي يتبعها الناس في غمرة الحماس .

العلمانيون واللبراليون والأحزاب الكرتونية كل يتسابق الآن ليحظى بنصيبه من الثمرة

وبسبب صوته العالي وبإمكانيتهم الإعلانية يوهمون الناس أنهم أغلبية .

نقول أيضاً أنه لابد لكل ثورة من أركان ، وهذه الثورة لظروف معينة لم تستوفي كل هذه الأركان وإن كانت حصلت الركن الفعال والأهم وهو التأييد الشعبي الجارف إلى جانب المطالب العادلة التي يجب احترامها والتأكيد على إنجازها

لابد أن ننتبه أن قاطرة التغيير الآن مندفعة إلى هذا التغيير بكل قوة كالفيضان الجارف

لكن السؤال المهم هو أنه يجب أن يكون التغيير إلى الأحسن لا إلى الأسوء

نحن منهمكون في البكاء والتحسر على الماضي ، لكن يجب أن تكون عيوننا في نفس الوقت ناظرة إلى المستقبل كي لا يتحول الحلم إلى كابوس

نقول أيضاً : أن هذه الثورة تطورت من شباب الفيس بوك أو الإنترنت ثم بعد ذلك تطورت لتشمل شباب مصر ثم تطورت لتشمل كل المصريين

ويصعب الآن تحديد ما الذي يريده هذه المجموعة من شباب الفيس بوك بعد هذه الثورة وفيما يأتي

نقول : مع حبنا لهم وافتخارنا بما فعلوه وشكرنا لهم على الكرامة المهدرة التي أعادوها ولكننا نقول لهم ولغيرهم لن نوقع لكم على بياض

فهم جزء من الأمة ونشكر لهم دورهم العظيم في هذا التغيير إن شاء الله ولكن نحن المسلمين لن نوقع لأحد على بياض ويقرر التغيير باستبداد يعيد إلينا الاستبداد السابق

فلا ندري هل لديهم البصلة التي تحدد لهم الاتجاه أم ليس بعد ؟

نريد حاكماً نختاره نحن لا كما قال الفقي : " لابد أن توافق عليه أمريكا ولا تعترض عليه إسرائيل "

نريد حاكماً يتقي الله فينا ، قبلته في مكة لا في واشنطن ولا في البيت الأبيض

ينحاز إلينا يحترم عقيدتنا لا يزدري إرادتنا ولا يزورها

يؤمن بمكامن القوة في هذه الأمة ويجاهد لاستخراجها وتفجير ينابيعها

يقودنا لا ليحقق أحلامه ولكن ليحقق أحلامنا

ـ في الحقيقة أنتقل إلى محور مهم جداً في هذا الوضع الذي نحن فيه ونقول أنه لا ينبغي أن تشغلنا هذه الأحداث عن قضية هي أخطر قضية في الوجود وهي قضية التدين وموقفنا من الله سبحانه وتعالى ومن الإسلام ومن شريعة الله .

إن الملاحظ في خلال هذه الثورة أن الناس بدوا وكأنهم تواطئوا على أن يعطوا العقيدة إجازة أو عطلة ، وكأنهم حظروا التجول في حناجر الناس وأسماعهم وأبصارهم ، وهذا يتصادم تماماً

العقيدة هي " لا إله إلا الله " ومقتضياتها هي روح هذا البدن ، فإذا خرجت أو عطلت يموت ولا يبقى فيه حياة .

" لا إله إلا الله " منهج شامل للحياة { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شرك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين }

المسلم لا يتنازل عن دينه أبداً

النبي صلى الله عليه وسلم بين لنا مكانة الدين في حياتنا حينما قال في دعائه الشريف : ( اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا )

فإذا كان عصمة أمرنا فكيف نعطية إجازة مؤقتة إلى أن تنتهي الثورة ؟

وقال صلى الله عليه وسلم في دعائه : ( ولا تجعل مصيبتنا في ديننا )

وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يبغض كل جعظري جواظ سخاب في الأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الآخرة )

فالناس الذين يتصايحون من أجل إصلاح الدنيا ويحظرون أن نعبر عن عقيدتنا وعن انتمائنا وعن منهج حياتنا ، فهذا غير قابل لأن يأخد عطلة أبداً بل هذا في طبيعة مطالبنا وهو الروح التي تجري في أجسامنا

يقول بعض الصالحين :

بلغ الله من علم أحدهم بالدنيا أنه ينقد الدرهم فيخبرك بوزنه ولا يحسن أن يصلي

وقال أبو بكر ابن عياش : مسكين محب الدنيا يسقط منه درهم فيظل نهاره يقول إنا لله وإنا إليه راجعون وينقص عمره ودينه ولا يحزن عليه

ومن البلية أن ترى لك صاحباً في صورة الرجل السميع المبصر فطن بكل مصيبة في ماله وإذا يصاب في دينه لم يشعر

ويقول سعد ابن معاذ وهو يصف المشركين : رأيت قوماً ليس لهم فضل على أنعامهم لا يهمهم إلا ما يجعلونه في بطونهم وعلى ظهورهم وأعجب منهم قوم يعرفون ما جهل أولئك ويشتهون كشهوتهم

مضطر إلى أن أستدل في هذا السياق بكلمة مؤلمة وموجعة ولكن كثير منا يحتاجها في الحقيقة :

يقول بعض السلف :

قد رضينا من أحدكم أن يحافظ على دينه كما يحافظ على نعله .

يا من تنتسبون للإسلام ، يا من ترضون بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم وآله وسلم نبياً ورسولاً أن تحافظ على دينك كما تحافظ على نعلك .

لن أشرح لأنه عندما يذهب الإنسان لتجمع مثل هذا أين يضع نعله وكيف يحتاط له ؟

فنقول أيضاً للجميع إن كنتم تريدون العزة فإن العزة لله جميعاً { ولله العزة ولرسوله وللؤمنين }

إن كنتم تريدون الحرية فيستحيل أن تتحقق الحرية إلا بتوحيد الله وإفراده بالعبودية

هربوا من الرق الذي خلقوا له فبلوا برق الكفر والشيطان

إن كنتم تريدون العدل فـ { إن الله يأمر بالعدل والإحسان } ويقول تعالى { ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى }

الإسلام هو دين الله الحق وهو منهج شامل للحياة .

ربعي ابن عامر لخص رسالة المسلمين في هذه الدنيا حنيما قال : " الله ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة "

أنتم ثرتم لتحصلوا حقوق العباد التي ضيعها الطغيان فلا تنسوا حق الله تعالى

قال صلى الله عليه وسلم : ( حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً )

أهم قضية تقدم في كل أحوالنا هي ما قدمه الرسل حينما افتتحوا دعواتهم جميعاً بقولهم { اعبدوا الله ما لكم من إله غيره }

أنتم تطالبون باحترام حقوق الإنسان وأعظم حق لهذا الإنسان هو ألا يحال بينه وبين الإطلاع على الإسلام كما أنزله الله بدون تشويه وبدون صد عن سبيل الله وبدون ما يفعله هؤلاء الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً ، يظهرون الإسلام في صورة مشوهة من الإرهاب والتطرف والقتل والتزمت ، وكل هذا من الكذب الذي توارد على ألسنة الناس حتى صدقوه .

الحقيقة أن عقدة الخوف من الإسلام لم تزرع فقط في الثقافة الغربية ولكنها وجدت لها موطئاً في نفوس بعض المسلمين وعقلهم الباطن بتأثير الإعلام الذي رفع شعار " اكذب واكذب ثم اكذب حتى يصدقونك في النهاية "

لقد كذبوا أبشع الكذب حين ربطوا الإسلام بالتطرف ثم بالإرهاب

وكذبوا أشنع الكذب حين صوروا أن الإسلام متعطش لإراقة الدماء

ووجد الآن اتجاهان :

اتجاه التخويف من الانتماء الإسلامي ، لدرجة أو واحد رفع راية " الإسلام هو الحل " فضربوه ؛ وهم مسلمون ولكن لأنهم يجهلون .

فالانتماء الإسلامي لا يتصادم مع الوطنية ولا يستلزم المحاذير التي يدعونها

أيضاً استعمال الإسلاميين كفزاعة يخوفون بها الغرب

فهذا كله دعم هذه الفضية في داخل بلاد المسلمين .

ننتقل إلى موضوع مهم جداً وهو " أين يقف السلفيون في مثل هذه الأحداث " ؟

نقول : السلفيون ليسوا فرقة ولا طائفة وليس شيئاً جديداً مبتدعاً ، وسمونا ما شئتم ،نحن مسلمون نتبع الإسلام كما علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة وكما فهمته وطبقته القرون الخيرية الأولى

بجانب أننا مسلمون نحن أيضاً مواطنون لنا حق المواطنة ولنا إرادة فبالتالي نحن لسنا صفراً في المعادلة

يجب أن يتوقف الإعلام الظالم عن أن يقوم بكل الأدوار في وقت واحد بأن يتهمنا ويحاكمنا ويصدر الأحكام علينا وينفذنا ويتحدث باسمنا ويشوه صورة هذه الدعوة ، ولا شك أن هذا نوع من التمييز المرفوض

كان قانون الطوارئ في كل مرة يتجدد فيها يخرج المسئول الرسمي ويقول اطمئنوا لن يطبق إلا على الإرهابيين

وصارت كملة الإرهاب ملتصقة بفعل هذه الجرائم وهذا الكذب الإسلاميين

نحن بفضل الله طموحاتنا تطاول السحاب ولكنها في نفس الوقت واقعية .

نحن ندرك الفرق بين المطلوب الذي نتمناه وبين المتاح

ندرك حدود السقف المتاح بالنسبة لنا

نحن نتمنى أن نكون في مستوى نقوم بكل وظائف الأمة التي تتلخص في كلمتين " حراسة الدين وسياسة الدنيا بالدين "

يحاول السلفيون وقد برعوا في ذلك في القيام بوظيفة حراسة الدين

أما سياسة الدنيا بالدين فنرجوا ، ووظائف الدنيا كثيرة جداً لا يستطيع كيان واحد أن يقوم بها ، فهذه هي وظيفة الأمة " حراسة الدين وسياسة الدنيا بالدين "

نحن نجهد في الأولى وبفضل الله سبحانه وتعالى وفقنا الله تعالى لإنجاز الكثير فيها .

ونرجوا أن نجتهد في الثانية ولا بأس في ذلك

لكن ليعلم الإخوة جميعاً أنه عند حصول تعارض بين السياسة وبين ثوابت المنهج وأداء أمانة حراسته فنحن نقدم أمانة الدعوة وحراسة المفاهيم .

بمعنى أنه إذا كان محصورين بين خيارين : إما الثبات على حراسة الدين ومفاهيمه والذب عنه أو الخوض في السياسة

بمعنى أن الخوض في السياسة سيلزمنا بتحوير عقائدنا وتزييف مفاهيم الإسلام بمجاراة الأمر الواقع بصورة أو بأخرى فإننا في هذه الحالة لن نقبل إلا خياراً واحد وهو الاستمرار على الثغرة التي نذرنا أنفسنا لها .

طبعاً هناك مصطلحات تمرر كما ذكرت : والمشكلة في العلمانيين واللبراليين أن صوتهم عالي جداً لأن الدولة كانت تنفخ فيهم وتتيح لهم الأحزاب وتعطيهم وسائل الإعلام والجرائد وكذا وكذا فيوهمون أن لهم حجماً كبيراً

والعالم كله بلا استثناء يعرف أن الوزن الحقيقي في الشارع المصري هو الإسلام

وهذا هو السبب فيما ذكره بعض المحللين مؤخراً من أن أمريكا لا يمكن أن تسمح بديمقراطية كاملة في المنطقة

فالجميع يعرف أن الإسلام هو مركز ثقل هذه الأمة وهو روحها الذي يسري فيها ومصدر عزتها ولا سبيل إلى العودة لمكانتها إلا بالرجوع إلى الإسلام { لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون } لقد أعزنا الله بهذا الدين فمهما نبتغي العزة في غيره أذلنا الله .

لا يصح إطلاقاً إدراج الإسلام كفرع تحت أي مذهب من المذاهب الفكرة الحديثة سواء كانت العلمانية أو غيرها

وكنا نتمنى أن تأتي لنا الفرص أن نتكلم نحن عن فماهيمنا ولا يتكلم أحد بالنيابة عنا بالطريقة التي كانت تتم

فالعلمانية في خلاصتها دين أرضي مضاد ومخالف للدين السماوي

الشورى في الإسلام تختلف كثيراً عن الديمقراطية بمفهومها الغربي

ديمقراطيتهم كصنم العجوى الذي كان يصنعه المشرك في الجاهلية فإذا جاع أكله

ديمقراطيتهم ليست للتصدير إلى العالم الإسلامي ونحن ندرك هذا

اللبرالية بنوعيها وهي من تعني التحرر من قيود الدين أيضاً

ومصطلح الدولة المدنية يظنه بعض الناس أنه مصطلح بريء ، فالدولة المدنية هي البعيدة عن الدين ، وليس المدينة عكس العكسرية .

والمنصفون من الغربيين ومن غير المسلمين في كل أحقاب التاريخ يعرفون مدى تسامح الدين الإسلام

الإسلام في قمة التسامح ، التسامح صناعة إسلامية ، والرقي صناعة إسلامية

واقع هذه المظاهرات لا علاقة لها بالخروج لأنها مظاهرات سلمية ، وكل العنف الذي حصل العالم كله يعرف المتسبب فيه .

أما هم فكانوا في غاية الرقي وغاية التحضر وفي غاية الأخلاق وفي غاية التراحم حتى مع الشرطة أو مع غيرها .

فالمظاهرات سلمية لا عنف فيها ولا سلاح فبالتالي لا علاقة لها بقضية الخروج

وهذه صارت الوسيلة الوحيدة المتاحة للتعبير عن مثل هذا الموقف

أيضاً اختم الكلام ببيان جازم وصارم وواضح

الدعوة السلفية لم ولن ولا تتبنى الخروج المسلح إطلاقاً

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته